هل الابتعاث هدف أم وسيلة؟ 🤔
من خلال تجربتي كمبتعثة لا أنكر الفوائد الكبيرة للدراسة بالخارج، لكنني أراه وسيلة ولو أنها لم تتيسر لي لبحثت عن غيرها لأصل إلى هدفي. ماهو هدفي ؟ هو العلم، التعلم ،التعليم وإعمار الأرض بدين الإسلام العظيم.
بالتأكيد، دراسة اللغة الانجليزية مهمة لمن أراد الاستزادة من بحر العلوم لأنها لغة
العلم في هذا العصر، لكنها هدف يمكن تحقيقه في بلدك دون الحاجة للابتعاث. ودراسة العلوم الحديثة وطرق البحث والإحاطة بآخر المستجدات أيضاً هدف يمكن تحقيقه داخل بلدك.
كيف؟ ⁉️
من تجربتي ،، في السعودية وقبل أن أفكر بالابتعاث درست ٣ دورات بمعهد لغة انجليزية ثم ٩ شهور من خلال موقع انجليزي على الانترنت https://englishlive.ef.com/en-gb/ . كنت محاضِرة نهاراً ودارسةً ليلاً أو في أوقات فراغي.
ثم حصلت على البعثة التي بدأتها باللغة ثم الدكتوراه. وفي مرحلة الدكتوراه لا أنكر جودة وامتياز الدراسة في الجامعات الانجليزية .. ولكن .. الدراسة تعتمد اعتماداً شبه كلي على الطالب أي أنها دراسة ذاتية فالمشرف دوره التقويم والإرشاد.
إذاً إن كنت تدرس بالسعودية اجتهد بأن يكون نجاحك يعتمد عليك لا على المشرف! لاتنتظر السمك من مشرفك بل تعلم صيده بنفسك. واجه المصاعب الإشرافية والإدارية بالدعاء، بالعلم وبالشجاعة.
كيف تطور مهارات التعلم الذاتي ؟📝
من تجربتي ،،
من تجربتي ،،
١- حضرت بعض الورش والدورات في الجامعة وتنوعت بين مفيد وفاشل!
٢- أتناقش كثيراً مع زميلات الدراسة خاصة من لها نفس الاهتمامات البحثية.
٣- تابعت المتخصصين العرب والانجليز في مجال تخصصي على تويتر، اشتركت في قوائم بريدية لجامعات أو مؤتمرات كي يصلني كل جديد.
٤- بدأت حضور مقررات دراسية مجانية على الانترنت MOOCs مثل موقع رواق https://www.rwaq.org/ بالعربية وموقع https://www.coursera.org/ بالانجليزية. هذه الطريقة برأيي أفضل من بعض ورش الجامعة لعدة أسباب: مرونة الوقت، إمكانية
الانسحاب من المقرر إن لم يعجبني، والأهم أنني وجدت منبع علم لن أفقده
بمغادرتي بلد الابتعاث 😊
٥- كل سنة تقريباً أقتني دفتر يوميات لأخطط فيه أهدافي ولأكتب فيه إنجازاتي (هذه عادة لدي قبل الابتعاث).
قال تعالى(وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) ١٢٢ التوبة
مع أنها وردت في القتال إلا أنه يمكن الاستفادة منها في موضوع الابتعاث، فلا داعي للأعداد المهولة للمبتعثين والمبتعثات والذين قد لا يجدون وظائف عند عودتهم للسعودية. يكفي ابتعاث عدد معين في تخصصات معينة ولمن توجد به سمات الاجتهاد والجد في الدراسة " كما تفعله اليابان". هذه الطائفة تتفقه في العلوم المختلفة وعندما تعود تنقل كل معارفها وعلومها لبلدنا السعودية ليستفيد الجميع ولنكون دولة متقدمة أيضاً.
أرى أنه يجب على كل مبتعث أن ينقل العلم الذي استفاده للعربية ليستفيد منه عامة العرب والمسلمين. ويجب على أعضاء هيئة التدريس والإداريين أن يطبقوا الجيد مما تعلموه مع طلبتهم في السعودية، فالحكمة الموافقة لرضى الله هي ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها.
أشجع وبقوة حركة الترجمة من كل اللغات، فبها سنستفيد من حضارات الأمم كلها. أشجع دراسة اللغة الانجليزية بما أنها لغة العلم حالياً ليس لأجل الكتابة بها فقط بل لأجل الترجمة منها للعربية، وأيضاً لأجل إعلام العالم عن عظمة ديننا الإسلامي وجماله وقوته وحبه للعلم والتقدم والحضارة فنحن عمّار الأرض ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) ١٠٥ الأنبياء
ربما يكون غلطٌ كبيرٌ ما يحدث الآن من كثرة الابتعاث وكتابة المسلمين العرب لغالب بحوثهم وكتبهم بالانجليزية فهي تزداد قوة بنا وبغيرنا من كل علماء وباحثي العالم الذين يكتبون بها! نصحني أحد الأكاديميين بنشر جميع أبحاثي بالانجليزية فهي أسرع نشراً وأقل تعقيداً في عملية النشر ولها جمهور قارئ أكبر. لكن قلبي وعقلي غير موافقان! لأني أريد الكتابة بلغتي لغة القرآن مهما صعب النشر وقل الجمهور القارئ كما قال. إنني أرى أمة اقرأ تقرأ وأرى البحث العربي استيقظ وبدأ الجري في السباق 🏇🏆
الخلاصة ✏️
لم يكن الابتعاث هدفي فقبل ابتعاثي حققت كثيراً من الأهداف الناجحة فالابتعاث بالنسبة لي هو وسيلة وليس غاية. وخلال وبعد الابتعاث أسعى لأجل أهداف أخرى منها النشر العلمي باللغتين، بالعربية لإفادة العرب بما وصلت إليه آخر العلوم الانجليزية، وبالانجليزية لإخبار غير العرب عن ثقافتنا الإسلامية وجمالها.
هذه وجهة نظري القابلة للصواب والخطأ وأرحب بجميع وجهات النظر فهي تثري العلم والمعرفة.
هبة العدساني
Twitter: @haladsani @HibahKA
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق